اسم الله الحكيم اسراره ومعانيه

الحكيم هو إسم من أسماء الله الحسنى التي تصف ذاته وقدرته الإلهية، فهو الحكيم واسع العلم يعرف الصغيرة والكبيرة ويعلم الخير والشر والسر والعلانية، واليوم سوف نتعرف على إسم الله الحكيم وتعريفات الحكمة وصفاتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة خلال فقرات المقال القادمة تابعوا القراءة إلى النهاية في موقع أذكر الله.
الحكيم
إن كلمة الحكيم للوهلة الأولى تستطيع إدراك أن الشخص الحكيم هو شخص رأيه سديد ورؤيته مستقيمة وقوية، يستطيع اتخاذ القرارات الأنسب في الوقت المناسب، يستمع أكثر مما يتحدث ويصبر ويعلم متى يكون الصمت خير من الكلام.
كما أن الحكمة تُعد إحدى الصفات الإلهية التي يرزق بها ما يشاء من عباده، فيقول الله – عز وجل – في كتابه العزيز “يُؤتِي للحِكمةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤتَ الحِكْمَةَ فقد أُوتِيَ خَيراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلَّا أُولُو الأَلْبَابِ”.
قد يهمك :- شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن
اسم الله الحكيم في القرآن
لم يأت إسم الله الحكيم منفرداً في القرآن الكريم، بل دائماً ما يأتي مُقترناً بالخبرة والعلم والحمد والعزة والسعة والتوبة، حيث تأتي دائماً “العليم الحكيم، واسع حكيم، حكيم خبير، تواب حكيم، حكيم حميد”.
وتكرار هذه الصفات الثنائية في القرآن الكريم جاء بترتيب مُنسق ولحكمة لا يُدركها سواه، وهي جاءت على النحو الآتي:
- العزيز الحكيم: تم ذكرها تسع وعشرين مرة.
- الحكيم الخبير: تم ذكرها ثلاث مرات فقط.
- العليم الحكيم: تم ذكرها أربع مرات فقط.
- الحكيم العليم: تم ذكرها مرتين فقط.
- عزيز حكيم: تم ذكرها ثمانية عشر مرة.
- عليم حكيم: تم ذكرها أربعة عشر مرة.
- تواب حكيم، واسع حكيم، حكيم حميد: تم ذكرهم مرة واحدة.

مفهوم الحكمة في القرآن
اختلف العلماء في تحديد مفهوم الحكمة في القرآن الكريم، حيث يعتقد البعض أنها مرادف للنبوة ولكن هذا المفهوم هو جزء بسيط مما تشتمل عليه كلمة الحكمة التي ذكرها الله في كتابه العزيز.
فالحكمة مفهومها أعم من ذلك بكثير ومن مرادفاتها العلم الواسع والتفقه في الدين وكتاب الله وسنة رسوله، وُهناك مقولة شهيرة تنص على “رأس الحكمة خافةَ الله” .
وهذه المقولة تُفيد بأن كل من يتقي الله ويخشاه في السر والعلانية فقد رزقه الله – سبحانه وتعالى – الحكمة ومن يرزقه الله بها فقد رزقه الخير الكثير.
وهناك مفهوم آخر تشتمل عليه الحكمة وهو حسن التصرف، هي هنا مثل العقل المُدبر الرشيد الذي يُفكر قبل التصرف، فلو أن الله رزق عبده المال الكثير ولم يرزقه معه بالحكمة لكانت الخسارة مصحوبة به لا محالة.
وبذلك يصبح الحكيم هو الخائف من الله والمُتقي له، وهو أيضاً من يرضى بما قسمه الله له، وهو كل شخص يُحسن تصرفه ويُفكر بفطنة وذكاء.
وفي المُجمل يُوجد للحكمة مفهومان، أحدهما عام والآخر شرعي، أما العام فهي تُعني فيه تلقي التعليم من تجارب حياتية أو من أي سبيل آخر فيُصبح صاحب العالم هُنا حكيماً.
أما المفهوم الشرعي فيشير إلى أن الحكمة تُعد وحياً من العبادات والشرائع والعلوم التي يوحي الله – سبحانه وتعالى – بها على الأنبياء والمرسلين ومن يشاء من عباده وجميع المخلوقات.
وتعريفها في الشرع الإسلامي أنها سُنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حيث قال الله تعالى “وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الكِتَابَ وَالْحِكمَةَ” وسبب ذلك لتكون بمثابة شروحات لنصوص القرآن الكريم.
كما أنها الدعوة إلى طريق الله – جل وعلا – حيث يقول “ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبَّكَ بِالحِكْمَةِ” وهي أسلوب يتبعه النبي في الدعوة إلى الله، وليس النبي فقط بل هي مُهمة كل مسلم ومسلمة.
إقرا المزيد :- صلاة الفجر كم ركعة سنة وفرض كما كان يصليها رسول الله ؟
حكمة الله في الخلق والشرع
إن الله – تعالى – له حكمة في خلقه، فهو قد خلق لنا الكون ورتبه بأحسن ترتيب، وخلق فيه المخلوقات باختلاف أنواعها ليُشكلون جميعاً تناغماً وتناسقاً لا يستطيع أحد يُدرك مدى روعته إلا وقال “سبحان الله الخالق الوهاب”.
فالله سبحانه وتعالى قد خلق الكون دون أي عيب، ولو اجتمع الناس جميعاً ليقترحوا خلقاً مثل خلق الله لعجزوا عن ذلك، وأن يَخُصك الله بالحكمة هذا دليل أنه يُريد منك الاطلاع إلى بعضٍ من حِكم خلقه والتأمل فيه حتى يعجز بصرك على انتقاد أي من خلقه.
أما بالنسبة إلى حكمة الله- جل جلاله – في الشرع، فإنه أنزل الكُتب وأرسل لنا المُرسلين حتى يُعلموننا كيف نعبد الله، وما أعظم هذه الحكمة.
حيث أن معرفة الله كنز، وطاعتنا له واخلاصنا في العبادة وحمده والثناء عليه كل ذلك يُعد من أفضل الهدايا التي يمُن الله – جل جلاله – علينا بها.
وإدراك الحكمة من الشرع يُمهد لنا طريقنا نحو السعادة والإستقرار لأنفسنا وأرواحنا، وهو سبباً من أسباب النعيم الدائم الذي لا ينقطع، ولأجل هذه الحكمة خلق الله الجنة والنار حتى يرى من يُطيعه ممن يَعصيه ويُجازي الكل بما يستحقون.
الحكمة في اللغة
إن لفظ “حكيم” في اللغة العربية يأتي على وزن “فعيل”، وهي صيغة مبالغة، والفاعل منها “حاكم” وهو الله الخالق الحاكم للكون كله ولا يُشاركه في حُكمه أحد.
فيقول الله – عز وجل – عن ذاته الحكيمة في القرآن “وَاتَّبِع مَا يُوحَى إليْكَ وَاصْبِر حَتَّى يَحْكُم اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الحَاكِمِينَ”.
وهذه الآية فيها أمرٌ من الله – عز وجل – بإتباع سُنة رسوله وإتباع ما أنزله الله علينا من أحكام، وذلك لحكمة هو يعلمها وحده ويعلم الغيب والصالح لنا، وهو خير الحاكمين ويعلم ما لا يستطيع العقل إدراكه ولا استيعابه.
تابع ايضا :-معنى كلمة الصديقين

أسرار إسم الله الحكيم الروحانية
إن كل خلق الله قد خُلِقَ لحكمة منه ولم يكن ذلك كما يظن بعض العلماء المُلحدين أنه إنفجار وأسباب كونية لا ترجع إلى خالق، فيقول الله – عز وجل – في سورة المؤمنون “أَفَحَسِبتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ”.
حتى أنه أتقن صُنعه – جل وعلا – فلا نجد فيه خلقه نقصاً أو عيباً، ويقول “إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ”، فالله خلقنا ووزع علينا أرزاقه وكوَّن لنا كوْناً مُحكماً لا يختلّ للحظةٍ واحدةٍ.
خلق لنا القمر الذي إذا غاب عنا هلكنا، وخلق لنا الشمس التي إذا تقاعست عن عملها تجمدنا من شدة البرد وانتشرت الأمراض والأوبئة، إنه الحكيم العليم.
الله القادر على رفع المصائب، مُقلب الأحوال والقلوب، كل شيء يسير بحكمةٍ منه – تعالى – وإدراك هذه الحكمة يُصلح ما أفسدته الدنيا في قلبك التي تتعمد أن تُنسيه الحكمة الأساسية من الخلق وهي العبادة.
ومن حكمته أن رزقك الله الإسلام هديةً لك دون تعب، ومن حكمته أيضاً أن جعل أناساً آخرين يختارون بين الكُفر والإيمان لأنه يعلم أنهم سوف يختارون الكفر، وهو ليس عاجزاً عن هدايتهم فلو أراد لهداهم لكن حكمته هنا تكمن في أنه جعل الإيمان والكفر لنا، ووكل الشيطان ليُضلنا لحكمة منه أيضاً لا يعلمها سواه.
وبذلك نكون قدمنا لك نظرة عامة وشاملة لإسم الله الحكيم وتناولها ما يحمله من معان جميلة وأسرار، ونخلص إلى أن حكمة الله ليست مُعلنة في جميع من الأشياء، فمنها ما يستطيع العقل البشري إدراكه، ومنها ما لا نزال نعجز عن إدراكه، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُؤتينا الحكمة ويجعلنا ممن يُحبهم ويُحبونه.
فيديو عن اسم الله الحكيم في القرآن
قد يهمك ايضا :-
الرحمن الرحيم و معناهاومقصودها
فوائد سورة الإخلاص و سبب نزولها
تعرف على مفهوم السحر و كيف يمكنك اكتشافه
مصدر2