ارحنا بها يابلال شرح هذا الحديث وكيف تم فرض الأذان
ارحنا بها يابلال كلمة قالها النبي صلوات الله وسلامه عليه تحمل في طياتها الكثير من الكلمات التي تعبر عن مدى أهمية الصلاة في راحة البدن وراحة النفس، ومن جهة أخرى تبين لنا عظم ما كان يفعله بلال بن رباح رضي اللَّه عنه الذي تولى مهمة الأذان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فما سر ارحنا بها يابلال ومتى قيلت ولماذا؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في السطور القادمة.
ارحنا بها يابلال
إن مقولة ارحنا بها يابلال عبارة عن حديث شريف يرويه لنا سالم بن أبي الجعد وحدثه الألباني واتفق جميع الفقهاء على كونه حديث صحيح جاء في كتاب صحيح أبي داود صفحة أو رقم 4985، ويتناول هذا الحديث ركن من أعظم الأركان التي يقوم عليها الدين الإسلامي الحنيف وهي الصلاة.
فيحدثنا الرسول في الحديث الشريف “يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها” عما تتضمنه الصلاة من أهمية في الشرع، فهي الصلة التي تصل بين العبد وربه وتنتهي بينها الهموم والأحزان وتتبدل لسعادة وراحة لا مثيل لها.
فالصلاة قادرة على إزالة الدنيا وهمومها من قلبك وتجعلك في معية الله جل وعلا وحفظه وأمانه في كل وقت، وكانت بمثابة قرة العين بالنسبة إلى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
شرح حديث ارحنا بها يا بلال
إليكم شرح حديث ارحنا بها يابلال، حيث إنه في قوله “أقم الصلاة، أرحنا بها” أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب بلال بن رباح رضي الله عنه ليقيم الصلاة ويرفع أذان الإقامة.
وذلك كي يستريح قلبه الشريف بها من هموم الدنيا ومتاعبها، وكأنه يصف إقامتها بالفرح الذي يُنثر في النفس فتهنأ به وتسعد به الروح.
وكان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعلقًا بالصلاة لدرجة أنه قال في حديث “وجُعلت قرة عيني في الصلاة”، وهذا الحب لا يصل إليه إلا من استشعر أهمية الصلاة.
وكل من وصل فعلًا إلى درجة الخشوع فيها وإدراك أنها منجية من عذاب النار، لذلك يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة “وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلَّا عَلَى الخَاشِعِينَ”.
قد يهمك: صحة حديث إذا أحب الله عبداً كشف له حقيقة الناس من حوله
من هو بلال بن رباح
إن بلال بن رباح رضي الله عنه كان واحدًا من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وتوفي في السنة العشرين من الهجرة، وكان من أوائل الناس الذين اعتنقوا الدين الإسلامي الحنيف.
كذلك كان من أكثر الناس الذين لقوا عذابًا شديدًا ذلك لأنه كان مملوكًا لبني جمح من قريش، وبمجرد أن أعلن إسلامه قام سيده أمية بن خلف بتعذيبه بأشد أنواع العذاب إلى أن اشتراه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأعطاه حريته لوجه الله تعالى.
وكان معروفًا بقوته وصبره على العذاب وله مقولة شهيرة نعرفها جميعًا كان يرددها كثيرًا عندما كان يتعرض للتعذيب وهي “أحدٌ أحد”، وعندما فرض الأذان وقع عليه الاختيار بأن يكون هو أول مؤذن للأذان.
مكانة بلال في الإسلام
تمتع بلال بن رباح بمكانة عظيمة في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ربانيًا وبشره النبي بمكانه في الجنة حينما قال له صلوات الله وسلامه عليه:
“حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة”، حينها رد عليه بلال وقال “ما عملت عملًا أرجى من أني لم أتطهر طهورًا تامًا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي”.
وقال عنه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه “هذا سيدنا بلال حسنة من حسناته”، وقال عن عتق أبي بكر الصديق له “أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا”.
قد يهمك: كان الرسول يحب الفأل الحسن فما هو الفأل الحسن؟
كيف فرض الأذان
اعتاد الناس على تحري أوقات الصلاة والذهاب إلى المسجد، لكن أراد الرسول صلى الله عليه وسلم التوصل إلى طريقة يجمع بها الناس، فبدأ في التشاور مع المسلمين فاقترح بعضهم وضع راية تنصب وقت الصلاة فأبى الرسول ذلك.
واقترح بعض آخر إشعال نار لكن الرسول رفض هذا رفضًا قاطعًا لأن هذا الأمر يفعله المجوس، وتحدث بعض الناس عن استخدام البوق فأخبرهم أنه من فعل اليهود والناقوس من فعل النصارى.
وقال عبد الله بن زيد رضي الله عنه أنه بعد ذلك عاد إلى منزله وهو حزين لأنه أراد الوصول لطريقة ما يدعون الناس بها للصلاة، فحكى أنه نام فرأى رجلًا يرتدي ثوبين أخضرين يحمل ناقوسًا.
فسأله أن يبيعه له كي يدعو الناس للصلاة، فقال له “أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟، فقال له “بلى”، حينها علمه الصيغة التي نعرفها الآن في إقامة الصلاة وهي:
“الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله”.
وبعدها كان الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يحل موعد الصلاة يقول لبلال ارحنا بها يابلال لأنه قد كلفه بالأذان، ومن هنا جاءت قصة ارحنا بها يابلال.
وإلى هنا نكون قد بينا كل المعلومات المتوافرة عن الحديث الشريف ارحنا بها يابلال، ونستنتج مما سبق أن الصلاة أهميتها جعلتها ركن من أركان الإسلام الخمسة، وبالتالي فلا يجب علينا التفريط فيها مهما كان السبب، ففي أسوأ الأحوال إن أصبت بالشلل صل لله بعينيك ولا تيأس من روح الله، وتأملوا قول الرسول “ارحنا بها يابلال”.
قد يهمك:
من شروط قبول الحديث عند البخاري أن يكون الراوي
صحة حديث من تعار من الليل وما الذي نقوله عند الإستيقاظ من النوم فجأة
شرح حديث: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك
ثمرات التوكل على الله وقصص الأنبياء في التوكل على الله