دعاء

ادعية شهر شعبان .. وفضل ليلة النصف من شعبان

ادعية شهر شعبان من الأدعية التي يتقرب بها كل مسلم لله – جل في عُلاه – في شهرٍ من أعظم الشهور الهجرية، إذ أن ذاك الشهر له قداسة كبيرة لدى المُسلمين لكونه الشهر الذي أمر الله نبينا الكريم – صلوات ربي وسلامه عليه – بأن يُحوِّل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام، وذلك بالتحديد في ليلة النصف من شعبان، فما هي القصة كاملة لتحويل القبلة؟، وما هي أفضال تلك الليلة؟، سنجيب على كل ذلك وأكثر بالتفصيل من خلال موقع اذكر الله.

ادعية شهر شعبان

يدعو المسلمون ربهم الواحد الأحد الفرد الصمد بأدعيةٍ كثيرة بغرض جلب الرزق ورفع البلاء والشفاء والستر وغير ذلك الكثير، فإن المسلم دائماً ما يستشعر بمعية الله – تبارك وتعالى – في أوقاتِ يومه ويرجوه في كلِ صغير وكبير لينال رضاه وتوفيقه، ومن ادعية شهر شعبان ما يلي: 

  • اللهُم بارِك لنا في شعبان وبَلِّغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين يا أرحم الراحمين.
  • اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
  • اللهُم إن كنت قد كتبتني عندك في أُم الكتاب شقياً أو محروماً أو مطروداً أو مقدوراً عليَّ رزقي فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي، وأثبتني عندك في أُم الكتاب سعيداً مرزوقاً موفقاً للخيرات، إنك على كل شيءٍ قدير.
  • اللهمَّ إنَّ هذا هلالُ شهرٍ وقد وَرَدَ وأنْتَ أعلمُ بِما فيه مِنَ الإحسانِ فَاجعَلْهُ اللهُمَّ هِلالَ بَركاتٍ وسَعَاداتٍ كامِلَةِ الأمانِ والغُفرانِ وَالرِّضْوانِ وماحِيَةِ الأخطارِ في الأحيان والأزمانِ وَحامِيَةً من أذى.
  • اللهم إني أتقرب إليك بذكرك وأستشفع بك إلى نفسك وأسألك بجودك أن تدنيني من قربك وأن توزعني شكرك وأن تلهمني ذكرك.

أفضل الذكر في شهر شعبان

لا تنضب ادعية شهر شعبان أبداً بل وقد وردت الكثير من الأذكار عن لسان كبار العلماء والصالحين، ونذكر بعضٍ منها فيما يلي:

  • اللهم إني أسألك سؤال خاضع متذلل خاشع أن تسامحني وترحمني وتجعلني بقسمك راضياً قانعاً وفي جميع الأحوال متواضعاً.
  • اللهم إني أسألك سؤال من اشتدت فاقته، وأنزل بك عند الشدائد حاجته ، وعظم فيما عندك رغبته.
  • اللهم لا أجد لذنوبي غافرًا ولا لقبائحي ساتراً، ولا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدلاً غيرك.
  • لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك ظلمت نفسي وتجرأت بجهلي فاللهم اغفر لمن لا يملك إلا الدعاء، فإنك فعال لما تشاء، يا من اسمه دواء وذكره شفاء وطاعته غنى.
  • اللهم ارحم من يملأه الرجاء وسلاحه البكاء يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا نور المستوحشين في الظلم، يا عالماً لا يعلم، وصل على محمد وآل محمد.
أفضل الذكر في شهر شعبان

فضل شهر شعبان

تكثر الدلالات حول أهمية ذاك الشهر الذي قد يغفل الكثيرون عنه، وقد حرصنا على جمع كافة أفضاله كما وردت عن النبي الشريف – عليه الصلاة والسلام – في الأحاديث الصحيحة، والتي نوضحها تفصيلاً فيما يلي:

  • تُرفع أعمال المسلم في شهر شعبان، لذا يجب عليه أن يستكثر من أعمال الخير وترديد ادعية شهر شعبان وإخراج الصدقات والتقرب بالعبادات.
  • يُعد من أحب الأشهر إلى الله – سبحانه وتعالى – حيث يقع ما بين شهرٍ حرام – شهر رجب – وشهر الصيام – شهر رمضان.
  • أغدق فيه رب العالمين فرحاً وسرورًا لنبيه الكريم – صلى الله عليه وسلم – حين طمأنه بتحويل القبلة في قوله تعالى “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ” سورة البقرة – 144.
  • يتسارع فيه المسلمون لجني الحسنات والاستعداد إلى رمضان من خلال التمرُّن على الطاعات وقراءة القرآن.
  • لقبه الصحابة باسم “شهر القُراء، لما كانوا يُكثرون فيه من قراءة القرآن، ويُروى في ذلك أن عُمرو بن قيس كان إذا أقبل شهر شعبان كان يُغلق حانوته – أي متجره – ويتفرغ لقراءة القرآن.
  • به ليلة يغفر الله – تبارك وتعالى – فيها لعباده المُسلمين أجمعين وهي ليلة النصف من شعبان، والتي يُستجاب فيها الدُعاء فأكثروا من ترديد ادعية شهر شعبان والاستغفار والتوبة النصوح.
  • يُستدل على ذلك بقول الشافعية “بلغنا أنه كان يُقال: إن الدعاء يستجاب في خمس ليال، في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان”.
  • قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمُت قلبه يوم تموت القلوب”، وموت القلب هُنا يعني الحيرة عند النزع ليوم القيامة.

قد يهمك :-دعاء للوطن السعودي

أسرار نبوية حول عبادات شهر شعبان

أوصانا النبي – صلى الله عليه وسلم – بأن نواظب على عباداتٍ بعينها في شهر شعبان، ونستدل على تلك العبادات من السُنَّة النبوية الصحيحة التي ورد فيها ما يلي:

  • أوصانا بكثرة الصيام والدلالة على ذلك هو حديث السيدة عائشة – رضي الله عنها – حين سألت النبي فقالت: يا رسول الله ، لم أَرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال النبي: “ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
  • كانت الحكمة من تلك الوصية هو الاعتياد على الصوم قبل شهر رمضان، لكي لا يستشعر المُسلم بمشقة التكليف حين يبدأ صيام رمضان، بل يكون قد اعتاده في شهر شعبان.
  • ورد عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان”.
  • الإكثار من صلوات النوافل وقيام الليل لكون الصلاة بشكل خاص والطاعات بشكل عام في وقت غفلة الناس – كما ورد عن الشهر في الحديث أعلاه – من أحب الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى رب البرية.
  • إخراج الصدقات والتقرب من خلال ادعية شهر شعبان وإطعام المساكين وبر الوالدين وقراءة القرآن وصلة الرحم وفض النزاعات وترك الخصام ما بين المسلمين.

شهر شعبان ورفع الأعمال

يتسائل الكثيرون هل حقاً تُرفَع الأعمال في شهر شعبان؟ وهل هُناك أوقات أُخرى تُرفع فيها الأعمال سواه؟ وتكون الإجابة هُنا عن الشِق الأول مُستندة إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه كان يُحب الصوم في شهر شعبان لكي يُرفع عمله وهو صائم.

لكن هذا لا يعني أن الأعمال لا تُرفع إلا في ذاك الشهر، وهذا يحتاج منا إلى توضيح الإجابة الشافية عن الشِق الثاني من السؤال في ثلاث نقاط هامة كالآتي:

  • الدرجة الأولى من رفع الأعمال هي رفع العمل اليومي، وتكون مع صلاة الفجر ثم صلاة العصر.
  • استدل علماء الأُمة على ذلك من خلال الحديث المرويّ عن أبي هُريرة – رضي الله عنه – حين قال أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم رب العالمين وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون” رواه البُخاري ومُسلم في صحيحيهما.
  • أما الدرجة الثانية فهي رفع الأعمال الأسبوعي ويكون ذلك في يوم الخميس من كل أسبوع.
  • الدلالة على ذلك من حديث أبي هُريرة – رضي الله عنه – حين قال “سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: “إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم” رواه الإمام أحمد.
  • تأتي الدرجة الثالثة من رفع الأعمال وهي الرفع السنوي والذي اختص به رب العالمين شهر شعبان، لذا يجب أن نستزيد من ادعية شهر شعبان والعبادات.
  • الدلالة على ذلك هو حديث السيدة عائشة السابق ذكره.

الحكمة الإلهية من تحويل القبلة

قبل أن نخوض في قصة تحويل القبلة يجب أولاً أن نتطرق إلى سؤال هام للغاية قد يشغل بال كل مُسلم ومُسلمة، ألا وهو لماذا تم تحويل القبلة؟ ولماذا لم يأمرنا رب العالمين بالصلاة في اتجاه الكعبة من البداية؟.

نستهل إجابتنا التي هي من محض القرآن الكريم بقوله تعالى “وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ” سورة البقرة – 143.

تعني تلك الإجابة أن رب البرية هو علام الغيوب الحكيم الذي بيده اختبار أفئدة البشر، وبعد انتشار الرويبضة الذين يُفتون بما لا يعلمون ويتوجهون بالاتهامات في صلب ديننا الشريف، بات لزاماً أن تتصدر تلك الآية مشهد غفلتهم عن أن التصديق بالنبي الكريم لم يكن أمراً سهلاً قط.

فإن كان المُسلم – الحق – قد سلُّم وجهه لله بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فحينئذ لن تكون لديه أدنى مُشكلة في الانصياع إلى ما أمر به الله نبيه – حول تحويل القبلة – وكان هذا بالفعل اختباراً يسيراً لكن من سكن قلبه الإيمان.

بينما من آمن بلسانه ولم يدخل الإسلام قلبه فكانت تلك الأُطروحة في غاية الصعوبة والمشقة على قلبه، بل أنها أودت به إلى الشك والكفر والعياذ بالله.

نستنبط من ذلك أن الحكمة الإلهية من تحويل القبلة في ذاتها ما هي إلا اختباراً للإيمان الحقيقي ليكشف به رب العالمين للنبي – صلوات ربي وسلامه عليه – من آمن معه بحق، ومن هو مُتزعزع الإيمان.

هذا ما استدل عليه علماء وأئمة الأُمة الإسلامية من قوله تعالى “وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ” سورة البقرة – 143.

ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة

أقر رب العالمين في كتابه العزيز وجود النسخ القرآني، وذلك في قوله تعالى “مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” سورة البقرة – 106.

من هذا المنطلق كان الأمر الإلهي بتحويل القبلة هو أول نسخ في الإسلام، وهذا ما أورده ابن كثير في مؤلفه “البداية والنهاية”، والنسخ يعني استبدال أمرٍ بآخر وفقاً للحكمة الإلهية التي يُقرها رب العالمين وإن لم تظهر لخلقه.

وقع تحويل القبلة بالتحديد في ليلة النصف من شعبان – التي يُستحب فيها الإكثار من ادعية شهر شعبان – في العام الثاني الهجري تحديداً بعد مرور ثمانية عشر شهراً من الهجرة النبوية، إذ أن النبي والمُسلمون معه قد صلوا حواليّ سبعة عشر شهراً في اتجاه بيت المقدس.

كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتمنى أن يُصلي بالمُسلمين في اتجاه الكعبة، إذ أنها كانت قبلة كافة الأنبياء والمُرسلين من قبله، واستدل العلماء على ذلك من قوله تعالى “قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا”.

إذ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل الهجرة كان يُصلي في مكةَ تجاه بيت المقدس والكعبةَ بين يديه، أما بعد أن هاجر فلم يتمكن من الجمع بين الاثنين فحزن حزناً شديداً نظراً لمدى تقديسه لبيت الله الحرام.

إقرا المزيد :-دعاء الستر .. في كل خطوة يخطوها المسلم

أول صلاة للمسلمين بعد تحويل القبلة

نزل قول الله تعالى بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وقد حانت صلاة العصر – ويقول البعض أنها كانت صلاة الظهر– والأخرى أنه كانت بين الصلاتين فصلى النبي أول صلاة بالمُسلمين في اتجاه الكعبة وكانت صلاة العصر.

بعدما قُضيَت الصلاة مر رجلاً على مسجدٍ وأهله راكعون فقال: “أشهَد بالله إنني قد صَلَّيت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – قِبَل مَكَةَ – أي تجاه مكة”، فاستداروا على هيئتهم تجاه البيت الحرام.

لم يصل خبر تحويل القبلة إلى أهالي قِباء إلا في صلاة الفجر لليوم التالي، إذ مر بهم رجلٍ فقال “إن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد أُنزل عليه الليلة قُرآن – يقصد آيات تحويل القبلة – وقد أمر أن يستقبل المسلمون في صلاتهم الكعبة، فاستقبلوها”، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة”.

تسائل بعدها بعض المُسلمون في ارتيابٍ قائلين “وما بال الذين ماتوا قبل معرفتهم بتحويل القبلة؟” أي ما مصيرهم هل كانوا يصلون في الاتجاه الخاطيء، فنزل فيهم قول الله تعالى “وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ”.

متى تبدأ ليلة النصف من شعبان؟

أكد كبار علماء الأُمة على أن تلك الليلة – وفضلها – تبدأ من بعد صلاة المغرب ليوم الرابع عشر من شهر شعبان – حين يكتمل القمر بدراً- وتنتهي عند صلاة الفجر ليوم الخامس عشر من شعبان.

لذا فإن كل مسلم يرغب في إحياء تلك الليلة بالصلاة وقراءة القرآن فعليه أن يتحراها في تلك الساعات المعدودة، ويردد ادعية شهر شعبان راجياً من رب العالمين أن يتغمده بواسع فضله ويمن عليه بالستر وصلاح الحال.

ليلة النصف من شعبان في القرآن والسنة النبوية

قد لا تكون ليلة النصف من شعبان قد ذُكِرَت صريحَةً في القرآن الكريم، لكن أقوال المُفسرون وكبار العلماء وما روِيَ عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يُثبت أنها قد خُصَّت في الكتاب الشريف بالذكر، ونوضح ذلك تفصيلا فيما يلي:

  • قوله تعالى “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” سورة الدخان – 3: 5.
  • ينقسم العلماء فيها إلى جُزئين، حيث يرى الجمهور أنها ليلة القدر بينما يرى البعض الآخر أنها ليلة النصف من شعبان، ولعل قول الجمهور هو الأرجح.
  • أما في الأحاديث النبوية فقد رويَ عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – في قوله تعالى:”يَمحُو اللهُ مَا يَشَاء ويُثبِت” أنه قال: “ليلة النصف من شعبان، يُدبر الله بها أمر السنة بأكملها، فيمحو ما يشاء ويُثبت غيره، ما بين الشقاوة والسعادة، والموت والحياة” سنده صحيح.
  • روي عن ابن عباسٍ – رضي الله عنهما – أنه قال: “إن الله يقضي الأقضية كلها ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر – في رواية أُخرى يُسلمها ليلة السابع والعشرين من رمضان- قيل: وبذلك يرتفع الخلاف أن الأمر يبتديء في ليلة النصف من شعبان، ويكتمل في ليلة السابع والعشرين من رمضان” والله أعلى وأعلم.
  • جاء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قوله: “إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن – أي المتخاصمين” رواه ابن ماجه.
  • عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: “فَقَدْتُ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وآله وسلم – ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ بني كَلْبٍ – اسم قبيلة” رواه الترمذي وابن ماجه والإمام أحمد.
  • ورد عن علي بن أبي طالب – كرّم الله وجهه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ” رواه ابن ماجه.

تابع المزيد :- دعاء المطر .. وكل ما ورد في الكتاب والسنة النبوية

ألقاب ليلة النصف من شعبان

لُقِبَت ليلة النصف من شعبان التي يجب أن نُكثر فيها من ادعية شهر شعبان بعدة ألقاب تُفضي إلى مدى قداسة تلك الليلة الشريفة، ومن تلك الألقاب ما يلي:

  • ليلة البراءة.
  • ليلة الدعاء.
  • ليلة القِسمة.
  • ليلة الإجابة.
  • الليلة المباركة.
  • ليلة الشفاعة.
  • ليلة الغفران والعتق من النيران.
  • ليلة القراء.
  • عيد الملائكة.
  • ليلة الحياة.
  • ليلة المغفرة.
  • ليلة القسمة والتقدير.
فضل شهر شعبان، دعاء شهر شعبان

خصال ليلة النصف من شعبان

اختص رب البرية ليلة النصف من شعبان بخمس خصال، نذكرها كما وردت عن النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – كالآتي:

  • الخصلة الأولى: تفرقة كل أمرٍ حكيم في تلك الليلة.
  • الخصلة الثانية: فضل العبادة العظيم ومن تلك العبادات ادعية شهر شعبان والصيام والقيام، حيث ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “من صلى في هذه الليلة مائة ركعة أرسل الله إليه مائة ملك، ثلاثون يبشرونه بالجنة، وثلاثون يؤمنونه من عذاب النار، وثلاثون يدفعون عنه آفات الدنيا، وعشرة يدفعون عنه مكايد الشيطان”.
  • الخصلة الثالثة: حلول الرحمة ونزولها لكافة العباد.
  • الخصلة الرابعة: وجوب المغفرة، لقول النبي – عليه الصلاة والسلام – “إن الله تعالى يغفر لجميع المسلمين في تلك الليلة، إلا لكاهن، أو مشاحن، أو مُدمن خمرٍ، أو عاق للوالدين، أو مُصَرِّ على الزنا”.
  • الخصلة الخامسة: تمام الشفاعة، والدلالة هنا من قول النبي – صلوات ربي وسلامه عليه – “أنه سأل الله – تبارك وتعالى – ليلة الثالث عشر من شعبان في أمته فأُعطيَ الثلث منها، ثم سأل ليلة الرابع عشر فأعطي الثلثين، ثم سأل ليلة الخامس عشر فأعطي الجميع إلا من شرد على الله شراد البعير”.

بيان لبعض البدع حول ليلة النصف من شعبان

انتشرت العديد من الخرافات والأقاويل التي لا أصل لها في الكتاب والسُنة النبوية حول تلك الليلة، سواءً في العبادات أو فيما يخص ادعية شهر شعبان التي ابتدعها قلة غير منتسبة لأهل السُنة، ولكن إحقاقاً للحق فقد توصل علمائنا الأجلاء وأئمتنا العِظام إلى ما يلي:

  • قال البهوتي – رحمة الله عليه –  في مؤلَفِهِ “كشاف القناع”: “وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل عظيم، وقد كان رجالٌ من السلف يصلون فيها، لكن الاجتماع لها لإحيائها في المساجد بدعة، وإن كان قيامها مُستحب”.
  • ورد عن شيخ الإسلام – ابن تيمية – رحمه الله في كتاب “الفتاوى الكُبرى أنه قال: “إذا صلى المُسلم ليلة النصف وحده، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف، فهو أحسن، وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة – كالاجتماع على مائة ركعة – بقراءة ألفٍ من “قل هو الله أحد” دائمًا – أي كل عام كأحد الطقوس المُقررة لتلك الليلة – فهذا بدعة، لم يستحبها أحد من الأئمة” والله أعلى وأعلم.
  • جاء عن الإمام ابن الصلاح – رحمه الله – في كتاب “البدع والحوادث لأبي شامة” أنه قال: “وأما ليلة النصف من شعبان فلها فضيلة وإحياؤها بالعبادة مستحب ولكن على الانفراد من غير جماعة”.

أجمل ما قيل عن ليلة النصف من شعبان

إيماناً من أئمتنا الفطاحل وكبار علمائنا الأجلاء بمدى فضل تلك الليلة وقداستها وأهمية ذكر الله – تبارك وتعالى – فيها بـ ادعية شهر شعبان ، فقد أثنوا كثيراً على عدم التفريط فيها وإحيائها بالطاعات بشتى صورها من صومٍ وصيام وصدقاتٍ، ويُروى عن عبد الله الصدِّيق الغماري أنه كتب شعراً مادحاً فضل الليلة وعظيم شأنها قائلاً:

فقم ليلة النصف الشريف مصلياً .. فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه

فكم من فتىً قد بات في النصف آمناً .. وقد نسخت فيه صحيفة حتفه

فبادر بفعل الخير قبل انقضاءه .. وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه

وصم يومه لله وأحسن رجاءه .. لتظفر عند الكرب منه بلطفه

في نهاية المطاف، وبعد أن تناولنا أهم ما جاء عن ادعية شهر شعبان وجب علينا أن نرشد أنفسنا وإياكم على ضرورة استغلال ذاك الشهر في جني الحسنات وتكفير السيئات، والحرص كل الحرص على أن نجعله محطة مُثمرة لصيام شهر رمضان وقيامه، وأن نعمل بوصايا النبي – صلوات ربي وسلامه عليه – وألا نتركه يضيع هباءً دون أن تمتليء صحيفتنا وميزان حسناتنا وننهل من فضله اقتداءً برسولنا الكريم.

فيديو عن ادعية شهر شعبان

قد يهمك ايضا :-

دعاء الليلة الأولى من شهر رجب

30 من أدعية شهر رجب المستجابة، للدعاء بها في كل ليلة

هل يجوز الدعاء بـ “اللهم سخر لي الارض ومن عليها”

دعاء التعار من النوم مستجاب بأمر الله

أحمد الجنابي (6-11-2013)، “قصة اعتماد التقويم الهجري”،

رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 4/522، إسناده حسن.

سورة البقرة –143

سورة البقرة –106

رواه ابن رجب، في لطائف المعارف، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 261، إسناده ضعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى